أرشيف

قطيعة وهموم وحيرافة قتلت فرحة العيد

العيد مناسبة فرائحية يحتفل بها المسلمون في جميع أقطار العالم، وفرصة للتسامح وصلة الأرحام يُستعد له بكل لوازمه واحتياجاته إلا أن هناك منغصات تحول دون ذلك لتقتل فرحة العيد.. وحول هذا الموضوع قمنا بالاستطلاع التالي..

قطيعة الأرحام

تقول (ريم) طالبة جامعية "العيد فرصة للتسامح والصفح والتراضي لكن لا حول ولا قوة إلا بالله، هناك عائلات بينهم خلافات قديمة لسبب أو لآخر، لا يلقون حتى السلام فيما بينهم، فالعيد والمناسبات الدينية لا تجد إلى قلوبهم طريقاً بسبب الأحقاد والضغائن التي لا يرضى بها الله ولا رسوله، وليس ذلك فحسب بل يمنعون أبنائهم بالتواصل مع أهلهم بحجة القطيعة بحيث أن الأخ لا يعرف أخيه وإبن العم لا يعرف عمه وهكذا وكل ذلك لا يعترف به لا شرع ولا عرف".

مباهاة ومفاخرة

 أما (أروى حسن) فتضيف قائلة "على الرغم من أن العيد مناسبة جميلة يتبادل فيها المسلمون التهاني والتبريكات إلا أن هناك بعض المنغصات التي تنشب أحياناً كتجنب الزيارات سواء عند الأهل أو الجيران، وذلك بسبب المباهاة والمفاخرة أو "الزنط" حتى على مستوى نوعية الحلويات والمشروبات والملابس التي تتخلل المجالس التي تتسبب بالإحراج والإحساس بالنقص عند العائلات البسيطة والتي تفضل الجلوس في منازلها عن تبادل الزيارات".

حيرافة الجيب

ويقول (صالح محمد) يعمل طباخاً في أحد المطاعم "ما عيد إلا والجيب مليان، أما لاقد الجيب فاضي يعني "محيرفين" لا نحس به ولا حتى نشمه، لا عد نقدر نجمع مصاريف العيد، ولا نكتسي العيال ولا نستقبل ضيوف، يعني لا نسير عند حد ولا حد يجي عندنا لأن شغلي يتوقف برمضان واضطر للعمل باليومي وما يكفيش حتى لمصروف اليوم، لكن ما معانا إلا نقول "الحمد لله على كل حال".

عيد العافية

أما (أحمد السقاف) أب لثلاثة أولاد وهو صاحب محل للملابس فيقول "صدق من قال "العيد عيد العافية" لأنه لا تستكمل فرحة العيد ولا يحس به الإنسان إذا كان مريضاً لأنه لن يتمكن من مشاركة أصحابه الفرحة والزيارات ولن يصل أرحامه ويتبادل التهاني وجسمه سقيم، فالحمد لله على العافية، كذلك الفقر فالإنسان الفقير الذي لا يستطيع أن يمارس طقوس العيد بمقتنياته من ملبس ومأكل وترفيه، وعليه يحس بالحرمان وكراهية ومقت المجتمع".

غربة الأحبة

وتضيف (أم صلاح) قائلة "عيد ورب البيت مسافر مغترب مش عيد، يعني يأتي رمضان ويذهب ومن ثم سيأتي العيد ويمضي ونحن لم نذق طعم السعادة والفرح لأنه لا تكتمل الفرحة إلا باكتمال العائلة ورب الأسرة بين زوجته وأولاده، وتضطر الأم أن تقوم بدور الأب والأم معاً وهي مسئولية كبيرة على الأم.. والله يعين الجميع، وكل سنة والجميع بصحة وعافية وأمان".

عيد الأطفال

أما (سامي) طفل في الثالثة عشر من عمره، بائع علب الفاينات فيقول "العيد عند الأطفال اللي يلبسوا ملابس جديدة ويخرجوا الحديقة مع أهلهم ويأكلوا جعالة العيد، وما بش عليهم هم.. أما أنا يتيم الأب ومن بعد وفاة الوالد وأنا أصرف على أمي وإخواني من بيع علب الفاينات بين الشمس، ولو ما بش عيد يكون أحسن علشان ما يكونش في حد أحسن من حد".

هموم ومشاغل الحياة

ويضيف (أبو صلاح الهمداني) فيقول "لا شك أن العيد مناسبة للقاء الأهل والأحبة وترويح عن النفس لكن أحياناً هموم الإنسان ومشاغل الحياة تكون أكبر وأقوى على الشخص، فلا يستطيع أن يتعايش مع الفرحة أو إسعاد أسرته والترفيه عنهم والبيوت أسرار.. إذ لا يوجد بيت خالي من المشاكل، وكل علم وأنتم بخير".

الغلاء ورفعه الأسعار

أما (سعيد أبو محمد) بائع في سنتر يقول "حين يأتي العيد يبدأ الهم والغم وخاصة عند ذوي الدخل المحدود لأن العيد يشتي له ميزانية خاصة لتستوفي جميع لوازمه لكن على الغلاء الذي إحنا فيه ما بش فايدة خاصة حين يستغل بعض عديمي الضمير العيد كمناسبة وفرصة لرفع الأسعار إلى الضعف، وإخفاء البضائع الجيدة وإظهار البضائع الرديئة لبيعها بضعف سعرها سواء في الملابس أو الحلويات أو غيره.. والله يجيرنا مما هو أ‘ظم".

عسب العيد

أما (سالي علي) طالبة في المرحلة الإعدادية، فلها رأي آخر حيث تقول "أجمل ما في العيد "عسبه" خاصة لنا نحن الفتيات، فلنا أوفر الحظ والصيب، فمصائب قوم عند قوم فوائد، لكن ما يسمى "بالعيدية أو عسب العيد" هي عادة اجتماعية يمنية قديمة، كانت وما زالت تمارس إلى الآن عند صلة الأرحام، وإن شاء الله يأتي العيد بأقرب فرصة.. وكل عام وأنتم بخير".

زر الذهاب إلى الأعلى